عندما تتحد الرؤية مع الإدراك في معرض إثراء الفني
في معرض إثراء، تتعزز “الرؤية والإدراك”. كيف يرى الزوار الأعمال الفنية بطرق مختلفة …
عبر المساحة المفتوحة على السلم الكهربائي في معرض إثراء، سترى عملًا جديدًا أنشأه الفنان الأمريكي داريل كاري في أول معرض معاصر لإثراء عند إعادة افتتاحه للجمهور بعد أزمة كوفيد-19، معرض “الرؤية والإدراك”.
أما عن عمل داريل كري، فله تأثيرٌ قوي. نمط معقد من الإدراك البصري والمكاني، بعنوان “اتجاه الضوء” (2021)، خطوط من الشريط اللاصق الأسود تغطي طول السلم المتحرك بأكمله.
حسنًا، القيام بعمل فني يحتوي على الخط فكرة بسيطة. لكن عند دمج الخط الواحد مع العديد من الخطوط الأخرى بطريقة متسقة ودقيقة، تصبح للخطوط معنى أكثر من مجرد خطوط.
هذه الخطوط مجتمعة، تشكل معنًا أكبر وأكثر تعقيدًا مما هي بالأصل عليه منفردة. إذ أنها تدعونا لرؤيتها، ولاكتشفاها، والنظر إليها بعمق قليلًا، لنفهم كيف نرى العالم بشكل حقيقي.
بالعادة نحن نقوم بالنظر إلى الأعمال الفنية عند زيارتنا إلى المتحف، إلا أن هذا المعرض يدعونا إلى التفكير… التفكير عما يمكن أن يعنيه الفن حقيقةً.
تقدم هذه الأعمال لحظة من التأمل، أو تدفعنا إلى تحول في المنظور.
مجموعة تتكون من 26 عملًا فنيًا لعشرين فنانًا
نلقي نظرة فاحصة على بعض التجارب الحسية غير العادية التي من المتوقع رؤيتها في “الرؤية والإدراك”.
ستة أبواب منزلقة من تصميم Carsten Höller
قد يختلف مفهومك عن العمق والفراغ بعد هذه الحلقة البصرية للانعكاسات في عمل كارستن هولر ” الأبواب المنزلقة الستة” (2021). يتكون هذا العمل الفني من ستة أبواب منزلقة أوتوماتيكية مع مرآة ملتصقة بها على كلا الجانبين، حيث تشعر أنك تمشي في ممر لا نهاية له.
تم تثبيت الأبواب على مسافات متباعدة بشكل متساوٍ في مساحة تشبه الممر، كما أنها متصلة بأجهزة استشعار للحركة تجعلها تنفتح عند اقتراب أحد منها وتغلق عندما يبتعد.
ونتيجة لذلك، فإن حركاتك تكسر بالتناوب وتربط الحدود المرئية لهذا الفراغ، حيث يمكن دخول هذه الأبواب من طرفي الممر، مما يزيد من احتمالية حدوث مواجهات غير متوقعة مع فتح الأبواب وإغلاقها.
تخيل شخصًا آخر يدخل الباب الذي دخلته لتوك من الخلف في نفس اللحظة. تجد نفسك للحظة “في” جسد هذا الآخر، ثم تدرك بالنهاية بأن الآخر هذا هو أنت.
تتلاعب ستة أبواب منزلقة (2021) بحالتك العاطفية والجسدية، مما يجعل سلوكك هو موضوعها وهدفها.
أفكار مستقبلية لـ Esther Stocker
أفكار المستقبل (2021)، عمل الرسام الإيطالي إستر ستوكر. يركز على التجريد المكاني والعمارة، ويجذبك إلى بُعدٍ مختلف.
يتم إنشاء هذا العمل الهندسي المتباين من الأبيض والأسود من خلال تكاثر الأشكال، والمجسمات البسيطة والخطوط الأفقية والعمودية. يمكن فعلًا أن تضيع في هذه المساحات اللامحدودة.
الشاشة لـ Do Ho Suh
تعد الشاشات، والتي تعتبر نوعًا من الأثاث القائم بذاته ويتكون من عدة إطارات أو ألواح، عنصرًا أساسيًا في التصميم في المنازل الكورية. وغالبًا ما تُستخدم لتقسيم المساحات داخل الغرف.
في هذا العمل، يتم استخدام العديد من الرموز الصغيرة في شاشة فنان التركيب الكوري Do Ho Suh (2005) ليجد الخط الفاصل بين التعتيم والشفافية، والانقسام والتواصل، والخصوصية والتآزر.
Cámara Translúcida by Jorge Macchi
تُترجم “غرفة نصف شفافة”، وهذا هو اسم العمل التركيبي للرسام الأرجنتيني خورخي ماتشي. فكر في الأمر على أنه غرفة لا يمكن الوصول إليها، جدار من الطوب يتحلل إلى أجزاء، ويجبرك على تعديل مسارك المعتاد في الفراغ.
يدعوك العمل لإلقاء نظرة خاطفة: من خلاله نرى لوحة ضخمة، لكنها تبدو ممنوعة من الدخول إلأى الغرفة. كذلك تدعوك إلى التأمل: تجعلك تنظر مطولًا إلى مساحاتها الخاصة.
الجنوب والجنوب الغربي (South South West) لـ Robert Irwin
رائد في حركة الضوء والفضاء الفنية التي تتخذ من لوس أنجلوس مقراً لها في الستينيات من القرن الماضي، يقدم الفنان الأمريكي الشهير روبرت إيروين عمله ساوث ساوث ويست (2014-15). إنه أحد الأعمال التي يُظهر فيها إروين تجاربه المستمرة مع القدرات الإدراكية لإضاءة الفلورسنت.
يظهر انعكاس اللون والظل والتباعد بأربع مراحل من الضوء المصمم، مما يجعلك ترى هذا العمل الفني بعدة طرق مختلفة.
نور على نور لولاء فضل
لوحة ولاء فضل نور على نور هي العمل الفني الفائز لبرنامج دعوة مفتوحة لفنان إثراء، والذي يهدف إلى دعم مجموعة مختارة من المواهب المحلية من خلال الاستثمار في تنميتها من خلال الإرشاد والتدريب.
يتكون عملها من ستة أعمدة من الهولوغرام ومرئيات ثلاثية الأبعاد، ويستكشف عملها مفهوم الإدراك من خلال الضوء واللون والفراغ.
فكر في أبعد مما يمكنك رؤيته
أظهرت الدراسات أن الشخص العادي يقضي 17 ثانية في النظر إلى عمل فني في المتحف. عادة ما يستغرق الأمر وقتًا أقل بكثير من ذلك لتحديد الصورة.
لكن فهم العمل الفني بشكل حقيقي؟ يتطلب ذلك الوقت الكافي لمعرفة التفاصيل وفهمها. يساعدنا هذا النوع من التفكير المدروس والقريب على رؤية أن الأشياء ليست دائمًا كما تبدو للوهلة الأولى.
يستكشف معرض “الرؤية والإدراك” حقيقة البصر واختلاف المفاهيم، والفعل المعرفي والحقيقي للرؤية، والعناصر العاطفية لعلم النفس حول كيفية تكوين الإدراك.
يعتمد هذا النهج على تجربتنا الحسية المباشرة قبل أن يبدأ دماغنا في التحليل.
إنها نقطة انطلاق لتقديم الفن المفاهيمي والمعاصر للجمهور. في الوقت نفسه، يعد هذا المعرض أيضًا حافزًا لاستكشاف التفكير النقدي من خلال تشجيع الجمهور على النظر في طرق تفكيرك وإدراك الفن والتشكيك في بيئتك – من خلال مراقبة وتحليل حقيقة المادة أو الشكل أو اللون.
يستمر معرض الرؤية والإدراك حتى 26 مارس 2022 في مركز الملك عبد العزيز للثقافة العالمية (إثراء).
Visit: ithra.com