قيادة المرأة للسيارة في المملكة العربية السعودية
منذ أن بدأت المرأة السعودية بقيادة السيارة، وتغيرت في حياتها الكثير من الأمور، فقد أصبحت حياتها أكثر سهولة، وأصبح بإمكانها
القيام بكل ما تحتاجه بنفسها، من دون أي مساعدة أو عون، ومن دون أن يتطلب الأمر وجود سائق خاص، أو رجل من أفراد العائلة،
حيث أن قيادة المرأة للسيارة كانت كانت خطوة على طريق تطورها وتقدمها واستقلاليتها.
قيادة المرأة للسيارة ، كيف بدأت ؟
كانت المرأة السعودية في السابق، تعاني من مشكلة الحاجة إلى وجود ولي، أو سائق يرافقها أينما كانت، وهذا كان يؤخر الكثير من
التقدم المهني، الذي كانت تطمح له أي فتاة سعودية، ويضع أمامها الكثير من العقبات.
صدر القرار بإجازة قيادة المرأة للسيارة في 24 حزيران لعام 2018، ويمكن القول أن هذا التاريخ كان بمثابة نقلة نوعية في حياة المرأة
السعودية، على الرغم من أن المجتمع لم يتقبله في البداية، إلا أنه أخيرًا أصبح أمرًا واقعًا.
كان هناك تمهيد وتهيئة للقرار، فلم يصدر فجأة، بل تمت التهيئة والتحضير له في عام 2017 ليتم تنفيذه بعد عامٍ من ذلك، وفي تصريح
أدلى به الأمير خالد بن سلمان، أوضح أن القرار يسمح للمرأة بالقيادة من دون أن تحتاج إلى موافقة وليها على ذلك، أي أنها حرة في
اقتناء سيارتها الخاصة، وقيادتها في أي وقت شاءت، وفي كل مناطق المملكة دون استثناء.
جاء القرار بعد كثير من الإلحاح والمطالبات، من قبل النساء السعوديات، والرجال المناصرين لحقوق المرأة، حيث بدأت المطالبات
منذ 1990، 2011، 2013، 2014، إلى أن تمت تهيئة القرار عام 2017 ، وإصداره عام 2018 ليرى النور.
ثم في بداية الأمر ، صدر القرار مع مجموعة من القيود، أهمها أن رخصة القيادة لا تمنح للمرأة السعودية، إلا في حال تجاوزت الثلاثين من
عمرها، إضافة إلى أنه لا يسمح لها بالقيادة إلا في ساعات النهار فقط، ولكن في وقت لاحق، تم تعديل القرار، وتجريده من كافة الشروط
السابقة، لتصبح قيادة المرأة للسيارة حقًا من حقوق المرأة السعودية الطالبة والعاملة، ومن كل الفئات، إذ يمكنها الحصول على رخصة
قيادة، واقتناء سيارتها الخاصة في حال توافرت فيها شروط القيادة،، التي غالبًا ما تطبق على كلا الجنسين.
مقالات اخري قد تعجبك :
شروط قيادة المرأة للسيارة
على الرغم من الانفتاح الحاصل في موضوع قيادة المرأة للسيارة ، إلا أن هناك بعض الشروط التي لا زالت موجودة لتقييد القرار، وعدم جعله
قرارًا مطلقًا بالكامل، وهذا يشمل النساء ممن يحملن الجنسية السعودية، والنساء الوافدات المقيمات في المملكة.
تشمل شروط قيادة المرأة للسيارة ما يلي:
- العمر، إذ لا تعطى رخصة القيادة للمرأة دون الثامنة عشر من عمرها.
- ثم امتحان القيادة، إذ لا يسمح بمنح المرأة رخصة القيادة، إلا إذا اجتازت الامتحان النظري والعملي، وهذا الشرط مطبق على كلا الجنسين،
وفي كافة الدول. - يمنع تظليل السيارة، وهذا يشمل الذكور والإناث على حدِ سواء.
- ثم الالتزام بدفع كافة الرسوم للحصول على رخصة القيادة، وهذا الشرط ملزِم للذكور والإناث على حدِ سواء.
- عدم وجود أي مشاكل قضائية أو قانونية على المتقدمة لطلب الرخصة، وهذا أيضًا ينطبق على الجنسين.
- ثم في حال كانت السيدة وافدة، ولا تحمل الجنسية السعودية، فيمكنها استخدام رخصة القيادة التي تحملها من بلدها، بحيث تبقى صالحة
لمدة سنة.
قيادة المرأة للسيارة في حال كانت مقيمة في السعودية، تحتاج مجموعة من الأوراق والمستندات، لتتمكن من القيادة على أرض المملكة، وهي
على النحو التالي:
- تقرير طبي يدل على أن السيدة لائقة صحيًا للقيادة، ولا توجد لديها أي مشاكل تمنعها من ذلك.
- تفديم 6 صور شخصية، وصورة عن الإقامة.
بعض السيدات يمتلكن رخصة قيادة دولية، ربما حصلت عليها عند إقامتها في الخارج، فهنا يمكنها استبدالها بأخرى سعودية في حال أرادت ذلك،
ولكنها ستحتاج إلى تنفيذ مجموعة من الخطوات:
- انشاء حساب على بوابة رخصة.
- تعبئة كافة البيانات المطلوبة في الموقع.
- أخذ موعد لإجراء فحص ميداني للقيادة
في حال اجتازت السيدة الاختبار الميداني، وكانت كافة أوراقها كاملة، يمكنها استبدال الرخصة الدولية بأخرى سعودية بكل يسر وسهولة.
قيادة المرأة للسيارة تحتاج عادة ما يقارب 30 ساعة تدريبية، لتتمكن من اجتياز اختبار القيادة، في حال لم تكن لديها أي خبرة سابقة، أما بالنسبة
للسيدات اللواتي لديهن خبرة سابقة في القيادة، فغالبًا يحتاج الأمر 6-9 ساعات.
فوائد قيادة المرأة للسيارة
قيادة المرأة للسيارة أمر ضروري جدًا، وله الكثير من الجوانب الإيجابية والفوائد، ويمكن توضيحها على النحو التالي:
- فتح المجال أمام المرأة السعودية للتنقل بكل سهولة ويسر من مكان إلى آخر، والقيام بالزيارات وقتما شاءت، وقضاء أجمل الأوقات مع الأصدقاء.
- ثم سهَّل على المرأة العمل، فبعض النساء كُنَّ يجدن صعوبة في الالتحاق بالوظائف، نظرًا لأن التنقل سيكون أمرًا صعبًا، ولكن الآن أصبح الأمر أكثر
سهولة. - فتح المجال لوظائف نسائية جديدة، مثل مدربات قيادة المرأة للسيارة ، ومختصات لتعليم المرأة إجراءات السلامة عند القيادة، كما يمكنها ايضًا
العمل على تطبيقات التوصيل المختلفة، وكثير من الوظائف الأخرى. - ثم ادخار المبالغ التي كانت تُدفع للسواقين، فقد أصبح بإمكان السيدة ادخار هذه المبالغ لتقتني سيارتها الخاصة.
- قيادة المرأة للسيارة زاد من اعتمادها على نفسها، وفتح لها المجال لتكون أكثر قوة.
- ثم الشعور بالأمان عند توصيل الاطفال إلى المدارس أو النوادي، أو إلى مكان، إذ أن الأم غالبًا ما تشعر بالخوف على أطفالها في حال أرسلتهم
لوحدهم مع السائق، أو ربما تشعر بالحرج، من طلب المساعدة من شخص من أفراد العائلة، قيادة المرأة للسيارة سمحت لها بأن توصل أطفالها
بنفسها، من دون أي قلق.
دور المؤسسات في مباركة هذا القرار
كما ذكرنا في البداية، كان قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة أمرًا مميزًا، حيث قدمت الكثير من الشركات العالمية الدعم والمباركة
لهذا القرار بصور مختلفة.
من بين الشركات التي باركت القرار، وعبرت عن سعادتها واحتفائها به، شركة السيارات العالمية فورد، حيث عقدت دورة ضخمة جدًا
بعنوان (Driving Skills for Life) لتعليم المرأة السعودية القيادة باحترافية، إلى جانب الكثير من الشركات العالمية التي قدمت ايضًا
دورات وورشات مشابهة.
أما عن شركة أرامكو، شركة النفط العالمية المعروفة، فقد قدمت منحة لتدريب كافة موظفاتها، ولم يقتصر التدريب على القيادة فحسب،
بل شمل ذلك كل ما يتعلق بأجزاء السيارة، وأنواع المحركات، وكيفية صيانتها، وفحص الزيت وتبديل عجلات السيارات، والكثير من المهارات
الأخرى التي ستحتاجها خلال القيادة.
لم يقتصر نشاط المرأة السعودية على العمل والتنزه، بل توسع الأمر ليشمل المشاركة في المسابقات و الراليات العالمية، فالموافقة
على قيادة المرأة للسيارة ، فتح لها الباب على مصراعيه لتشارك في سباقات الرالي الفورميلا العالمية، ولقد برزت أسماء كبيرة في
هذا المجال، في مقدمتها السائقة “ريما الجفالي”، والتي تعد أول سائقة سعودية لفورميلا لعام 2018، ولم تكتفي بهذا فحسب، بل
شاركت في مسابقات أخرى، من بينها “فورميلا 4” في بريطانيا، وبطولة “MRF” في الهند لعام 2019.