الثورة الصناعية الرابعة وكل ما يخصها من معلومات ومصطلحات
من المؤكد أنك سمعت بمصطلح الثورة الصناعية الرابعة ، والتي تعتبر جزء لا يتجزأ من التطور الصناعي الذي تعيشه البشرية، إذ شهد
الإنسان طفرة واضحة في شكل الحياة منذ القرن الثامن عشر، وبدأ هذا بالتطور والتقدم مع الوقت، فقد ظهرت الكهرباء، والأجهزة
الالكترونية، وظهرت تطبيقات الذكاء الصناعي، وتطبيقات واسعة في علم الجينات و التكنولوجيا، والحوسبة وغيرها الكثير من المجالات،
التي أوصلت الإنسان إلى ما هو عليه الآن.
من خلال هذا المقال، سنحاول تسليط الضوء على الثورة الصناعية الرابعة التي تحدث في العالم الآن، وسنتحدث بشكل أكثر عن ظهورها
في المملكة العربية السعودية.
لماذا سميت الثورة الصناعية الرابعة بهذا الاسم
لم تكن الثورة الصناعية الرابعة وليدة اللحظة، ولكنها جاءت نتاج تطور مهول، بدأ من الثورة الصناعية الأولى عندما اخترع الإنسان المحرك
البخاري، وبعدها توالت الابتكارات والاختراعات، مرورًا بالثورة الصناعية الثانية والثالثة، وصولًا إلى الثورة الصناعية الرابعة.
عندما اخترع الإنسان المحرك البخاري، فتح الباب أمام اختراع الماكينات والآلات التي تحتاج إلى طاقة محركة قوية، والتي لم يكن بالإمكان
أن توجد لولا وجود المحرك البخاري، مما يعني أن اختراع المحرك البخاري كان الخطوة الأولى لبناء المصانع، ويمكن القول، أنه كان الخطوة
الأولى في الثورة الصناعية.
ثم ظهور المحرك البخاري في القرن الثامن عشر أوجد الثورة الصناعية الأولى، مما سهل الإنتاج، ومن هنا كانت بداية تطور المصانع، ومن الثورة
الصناعية الأولى، إلى الثانية، حدثت نقلة نوعية في حياة الإنسان، إذ اخترع الإنسان الكهرباء، الأمر الذي ساهم في اختراع الكثير من المعدات
والآلات الضخمة متعددة المهام.
بدأت علامات الثورة الصناعية الثالثة تلوح في الأفق في خمسينيات القرن العشرين، عندما بدأ الكمبيوتر بغزو العالم، إذ تم اختراع الأجهزة
الإلكترونية الصغيرة والكبيرة، وتم تطوير أجهزة البث والراديو، حيث شهد العالم تطورًا كبيرًا في قطاع الاتصالات، وبدأ اختراع الآلات الكهربائية
والإلكترونية المنزلية التي سهلت على الأسر الكثير من الأعباء.
ثم بعد كل هذا التطور الصناعي الكبير الذي وصل إليه العالم، أصبح التكتولوجيا هي الأساس، وهي المحرك الأول والأخير، فمن لا يمتلك خلفية
تكنولوجية، بات كمن لا يمتلك واحدة من أهم أساسيات الحياة، ففي الثورة الصناعية الرابعة ، كُسرت كل الحواجز بين الإنسان والآلة، بل يمكننا
القول أن الآلة أصبحت هي المسيطرة، فاكتسح انترنت الأشياء، والروبوتات العالم، وبدأت الطباعة ثلاثية الأبعاد -التي كانت بمثابة حلم أو خيال
أمرًا واقعًا سهَّل الكثير والكثير.
الثورة الصناعية الرابعة في السعودية
تعتبر المملكة العربية السعودية من أكثر دول المنطقة مواكبة لكل ما يحدث فى العالم من تطور، ولعلها كانت من أولى الدول التي جعلت من
تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة أمرًا واقعًا.
ثم قامت السعودية بعقد المنتدى السعودي الأول للثورة الصناعية الرابعة، والذي انطلق من مدينة الرياض، بتنظيم من مدينة الملك بن عبد العزيز
للعلوم والتقنية، بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي.
تم عقد المؤتمر لأهداف عدة، أهمها تطوير الذكاء الصناعي في السعودية، ومحاولة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، وتوسعة مجالات
التكنولوجيا في البلاد لتغطي كل المجالات، ولتدخل المملكة السعودية في ركب الثورة الصناعية الرابعة كما فعلت الدول المتقدمة حول العالم.
ثم من الأمور التي حرص عليها المؤتمر أيضًا، الموازنة بين تحقيق الثورة الصناعية في المملكة السعودية، مع الحفاظ على ثوابت المجتمع وقيمه،
الأمر الذي سيأخذ المملكة إلى التقدم والتطور من دون مخاطرة، وهذا أبرز ما جاء في رؤية المؤتمر لعام 2030.
أهمية الثورة الصناعية الرابعة
أسهل طريقة لفهم الثورة الصناعية الرابعة هي التركيز على أهم التقنيات التي تقودها، والتي تشمل :
الذكاء الاصطناعي أبرز تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة
يعتبر الذكاء الذكاء الصناعي، أبرز تطبيقات هذه الثورة، حيث يعبر عن أجهزة الكمبيوتر التي يمكنها “التفكير” مثل البشر، إذ يمكن لهذه الأجهزة
التعرف على الأنماط المعقدة، ومعالجة المعلومات، واستخلاص النتائج، وتقديم التوصيات.
يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بعدة طرق، بدءًا من اكتشاف الأنماط في أكوام ضخمة من البيانات غير المهيكلة، وصولًا إلى تشغيل التصحيح
التلقائي للكتابة على هاتفك.
بلوك تشين Blockchain
Blockchain هي طريقة آمنة وغير مركزية وشفافة لتسجيل البيانات ومشاركتها، دون الحاجة إلى الاعتماد على وسطاء من جهات خارجية.
تعتبر العملة الرقمية Bitcoin أشهر تطبيق blockchain، ولكن على الرغم من هذا، يمكن استخدام التكنولوجيا بطرق أخرى، بما في ذلك جعل
سلاسل التوريد قابلة للتتبع، وتأمين البيانات الطبية الحساسة، و مكافحة تزوير الناخبين في الانتخابات المختلفة، ولعل هذا أمر مهم جدًا أحدثته
الثورة الصناعية في العالم.
مقالات قد تعجبك :
المعالجة الحاسوبية بشكل أسرع
تعمل التقنيات الحسابية الجديدة على جعل أجهزة الكمبيوتر أكثر ذكاءً، إذ إنها تتيح لأجهزة الكمبيوتر معالجة كميات هائلة
من البيانات، بشكل أسرع من أي وقت مضى.
ثم من الأمور التي ساهمت في هذا، ظهور تقنية السحابة، والتي أتاحت الفرصة للأشخاص والشركات بتخزين المعلومات،
والوصول إليها بأمان من أي مكان، حال الاتصال بالإنترنت.
الواقع الافتراضي والواقع المعزز
يقدم VR تجربة رقمية شيِّقة (باستخدام نظارة، أو سماعة رأس VR)، تحاكي العالم الحقيقي، بينما يدمج الواقع المعزز
(AR) العالمين الرقمي والمادي.
تشمل الأمثلة على ذلك، تطبيق L’Oréal للمكياج، والذي يسمح للمستخدمين بتجربة منتجات المكياج رقميًا قبل شرائها.
التكنولوجيا الحيوية
تسخر التكنولوجيا الحيوية العمليات الخلوية والجزيئية الحيوية، لتطوير تقنيات ومنتجات جديدة، لتوظيفها في عدد من الاستخدامات،
بما في ذلك في ذلك تطوير أدوية ومواد جديدة، وعمليات صناعية أكثر كفاءة، ومصادر طاقة أنظف وأكفأ.
علم الروبوتات
علم الروبوتات يتمثل في تصميم واستخدام الروبوتات بشكل شخصي، فلم يعد استخدام الروبوت حكرًا على الشركات الكبيرة
والمصانع، بل أصبح بالإمكان الحصول على الروبوت كمساعد شخصي، أو حتى خادم في المنزل، إذ أنَّ الثورة الصناعية الرابعة
جعلت الرويوت يعمل بخوارزميات معقدة للغاية، حوَّلته إلى آلة قادرة على التفاعل الحقيقي مع الإنسان.
الطباعة ثلاثية الأبعاد أجمل نتاجات هذه الثورة
ربما يعتبر البعض الطباعة ثلاثية الأبعاد أشبه بحلم وتحقق، فالجميع كان يحلم في صغره، بآلة يمكنها أن تخرج الأشياء
التي يراها على الإنترنت، أو تلك التي يراها بالإعلانات، تصبح بين يديه في ذات الوقت، وهذا فعلًا ما تفعله الطباعة ثلاثية
الأبعاد، جعلت من حلم الكثيرين أمرًا واقعًا. تسمح الطباعة ثلاثية الأبعاد لشركات التصنيع بطباعة الأجزاء والقطع الخاصة،
بأدوات أقل وبتكلفة أقل وأسرع من العمليات التقليدية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن تخصيص التصميمات تمامًا حسب رغبة
العميل أو الزبون، من دون الالتزام بتصميم موحد كما في الطريقة التقليدية في التصنيع. طباعة بعض المواد، بما في ذلك
البلاستيك والسبائك المعدنية والمواد الحيوية، ستسهم بشكل كبير، في تغيير القطاعات كافة بما في ذلك التصنيع،
والطاقة المتجددة والبناء والرعاية الصحية.
ثم رغم كل ما ذكرنا من مميزات، إلا انها ستحتاج من الإنسان مواكبة السرعة المذهلة في التغيير والتطور، والتكيف معها،
كما يتطلب الأمر التركيز الكبير على الأمن السيبراني ودعمه، ولا ننسى الفجوة التقنية، وارتفاع نسبة البطالة، التي
ستحدث عندما تحل الآلة محل الإنسان .