قلعة مارد الأثرية هي وجهة محبي التاريخ المثلى في السعودية
عبق التاريخ منتشر في قلعة مارد الأثرية المميزة..
تتميز هذه القلعة بموقعها المميز على هضبة تشرف على واحدة من أقدم المستوطنات البشرية وهي “دومة الجندل” التي كانت عاصمة لممالك وحضارات عربية قديمة. تقع قلعة المارد الأثرية في المدينة القديمة في دومة الجندل وتطل على المدينة من أعلى تلة على ارتفاع 620 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وتعتبر من أفضل المواقع الأثرية والتاريخية في منطقة الجوف بالمملكة العربية السعودية، والتي تشهد قفزة نوعية في المجال السياحي لما تتمتع به من عناصر تاريخية وأثرية وطبيعية.
وتم ذكر دومة الجندل أيضاً في القرن الثالث الميلادي في عهد الملكة العربية الشهيرة “زنوبيا”. ويبدو أن هذه الملكة غزت دومة الجندل، ولكنها لم تتمكن من دخول قلعة المدينة التي كانت مشهورة بحصانتها، فارتدّت خائبة، وقالت قولها الشهير: “تمرد مارد وعزّ الأبلق”، ومارد هذا هو قصر مارد في دومة الجندل، والأبلق قصر مشهور في تيماء. ولقد ظهر اسم المدينة مرة أخرى في القرن الخامس الميلادي عندما سيطر عليها الملك العربي امرؤ القيس الذي أتى على ذكر المنطقة في معلّقته الشهيرة وتُصنّف بأنّها من أجود ما قيل في الشعر العربي.
تتميز قلعة مارد بأبراجها الأربعة المخروطية وتتضمن مباني من أنماط وأوقات مختلفة، بدءًا من العصر النبطي، وما بعد العصر الإسلامي وحتى 80 عامًا، حيث يحتوي المبنى الرئيسي للقلعة على طابقين، حيث يتم بناء الطابق السفلي من الأحجار والطابق العلوي من الطين، ويحتوي على آبار وحجرات للحراسة وإطلاق السهام والمراقبة.
القلعة محاطة بجدار مع فتحات للملاحظة ولها مدخلين، واحد من الجنوب والآخر من الشمال. كان للقلعة قطع أثرية تعود إلى العصر النبطي، حيث أدت أعمال الحفر في عام 1976 إلى العثور على الفسيفساء النبطية والرومانية التي يعود تاريخها إلى القرنين الأول والثاني، مما يسلط الضوء على التاريخ الغني لهذه القلعة.
لذلك لا عجب من كون قلعة مارد الأثرية تعدّ من أهم قلاع الجزيرة العربية التاريخية.