واتس أون يجري لقاء مع الفنانة «آنيا تايلور جوي»
تسنى لنا التحدث مع الفنانة قبل إصدار فيلم «فوريوسا: ملحمة ماكس المجنون»..
يعد فيلم «فوريوسا: ملحمة ماكس المجنون» (Furiosa: A Mad Max Saga) فيلماً مكملاً لأحداث فيلم «ماكس المجنون: طريق الغضب» (Mad Max: Fury Road)، وهو الفيلم الخامس ضمن عالم أفلام ماكس المجنون الممتد، وهو يتناول ماضي البطلة القوية في «ماكس المجنون: طريق الغضب». ويتناول الفيلم الجديد الرحلة الخطرة للإمبراطورة الفاتنية «فوريوسا» (التي أدت «تشارليز ثيرون» دورها في فيلم «ماكس المجنون: طريق الغضب»، وتؤدي «آنيا تايلور جوي» دورها في الفيلم الجديد).
في فيلم «فوريوسا: ملحمة ماكس المجنون»، تشق «فوريوسا» طريقها عبر صحراء ما بعد نهاية العالم وسط أجواء كئيبة، وتواجه عصابات من سائقي الدراجات الأشرار الذين يشكلون الطبقة الحاكمة والمهيمنة في هذا العالم القاسي. وتحتدم الحرب في تلك الأرض على موارد قد تبدو في نظرنا (نحن ساكني الأرض قبل نهاية العالم) تافهة الآن. وحتى تستطيع العودة إلى موطنها، ينبغي على «فوريوسا» أن تصبح «ملكة الأرض القاحلة».
سينطلق عرض هذا الفيلم المذهل للمخرج البارز «جورج ميلر» في دور السينما السعودية منذ 23 مايو. ولقد حظينا بفرصة بطلة الفيلم، «آنيا تايلور جوي»، قبل هذا العرض المرتقب. لذا إليكم فحوى الحوار الذي أجريناه مع هذه الفنانة اللطيفة:
واتس أون: «هل يسعك إخبارنا بماذا فكّرتِ عندما قرأت سيناريو فيلم «فوريوسا: ملحمة ماكس المجنون» للمرة الأولى؟»
آنيا تايلور جوي: «لطالما اعتقدت أنّ بعض الشخصيات يمكن لفنان واحد دون سواه لعبها. فإذا لم تكن الشخصية مناسبة لك، فعلى عاتقك مسؤولية التخلي عنها حتى يستطيع المسؤولون العثور على الممثل المناسب لها. وحينما قرأت سيناريو فيلم «فوريوسا: ملحمة ماكس المجنون»، قلت لنفسي إنني أفهم هذه الشخصية حقاً. لقد أدركت آنذاك أنها ستكون تجربة عاطفية صعبة، لكن بدا ذلك لي مناسباً».
مواضيع قد تُعجبك
واتس أون: «علمنا أنّ نص السيناريو كان على درجة شديدة من التفصيل، فقد ضمّنه «جورج ميلر» رسوماً توضيحيةً ومقتبسات من الكتاب. لكن يعد تحويل الكلمات إلى شخصية حية سحراً بحد ذاته. ما كانت أسرار دخولك شخصية «فوريوسا»؟»
آنيا تايلور جوي: «لقد كان الأمر رائعاً حقاً أكثر من المشاريع الأخرى. فعندما تعمل على نص لـ«جورج ميلر»، فإنك تدرسه لمدة أسبوعين أو شهرين تقريباً قبل أن تذهب لموقع التصوير، وتناقش جميع التفاصيل. وهذا الأمر حدده «جورج ميلر» في محادثتنا الثانية عندما قال لي: «لماذا نصنع هذا الفيلم؟ اعرضي علي الفيلم كأنكِ تريدين إقناعي بإخراجه».
أرى أنّ أفلام ماكس المجنون مسلية وممتعة حقاً، لكنها أيضاً أشبه بإشارة تحذير لنا عما سيصيب الناس عندما يُدفعون إلى هذه التصرفات المتطرفة.»
واتس أون: «أثنى «جورج ميلر» كثيراً على ثراء تجربة التعاون معك والإضافات التي قدمتيها للشخصية. فكيف حدث ذلك باعتبار أنكما مضيتما في هذه الرحلة معاً؟»
آنيا تايلور جوي: «إذا صادفك الحظ وعملت مع المخرجين المؤثرين، إذاً عليك أن تتعلم كيفية الحديث بلغتهم، ولقد استمتعت حقاً بتعلم لغة «جورج ميلر». ولعل ما أدركته في حديثنا هو شعوري القوي بضرورة وجود بعض الأمور في الفيلم، لقد شعرت حقاً بأنّ لهم حيزاً في الفيلم، وأنه ينبغي وجودهم فيه.
لعل الأمر المثير للاهتمام في «جورج» هو كيفية إدارته للأمور؛ ففي بعض الحالات يزرع أفكارك كما تزرع البذور قبل أشهر من تصوير المشاهد، ثم يراجعها يومياً. وفي بعض الأحيان يتركها على حالها، وفي أحيان أخرى يسقيها كالبذور. وعندما تشق هذه الأفكار طريقها إلى الشاشة، تشعر حقاً بالإنجاز لأنك ترى صحة قولك بضرورة ظهورها في الفيلم».
واتس أون: «كيف كانت طبيعة التجول في هذا العالم الذي بناه «جورج ميلر» طوال أربعة عقود؟»
آنيا تايلور جوي: «كانت تجربة مذهلة. لقد كنت شديدة التركيز في أثناء عملي، لكن خطرت ببالي مرات عديدة في اليوم الواحد حينما كنت أخرج من عقلية شخصية «فوريوسا» وأتأمل المكان حولي وأقول في نفسي: «هذا ما أردته عندما كنت طفلة». لو تسنى لي الأمر وعدت بالزمن لأخبرت نفسي عندما كنت في الثامنة من عمري: «ستكون هذه مهنتك الدائمة. سيكون ذلك أمراً يطلب منك الآخرون تأديته. ستكون هذه مهنتك اليومية». كان ذلك حلمي.
أعتقد أن ثراء العالم، والتثبيتات المذهلة، والرحلات الممتعة التي قمنا بها في هذا الفيلم لا تسمح لنا بالتجول فقط كممثلين، وإنما تتيح لنا رؤيتها كمعجبين. لقد رافقتني الكاميرا طوال الوقت والتقطت بعض الصور الرائعة، فقد كنت مهووسة حقاً بهذا العالم».
واتس أون: «تعد «فوريوسا» شخصية صعبة المراس، وقد أضفتِ عليها مستويات عديدة من التفاصيل الدقيقة التي جعلتها شخصية جاذبة. وهناك طبعاً تلك المشاهد المتواصلة من الأكشن والإثارة، وتلك المشاهد واللحظات المذهلة التي بدت فيها هادئة. فكيف وازنتي بين هذين الجانبين في الشخصية؟»
آنيا تايلور جوي: «أعتقد أنّ أكبر التحديات التي اعترضتني في أثناء تأدية دورها هو وجود تصور محدد لدى «جورج ميلر» عن طبيعة الشخصية وقسمات وجهها. وما مكنني ذلك كمؤدية وممثلة أنّ أنقل جزءاً كبيراً من ذلك بنظرات عينيّ. وفي هذا الأمر تحدٍ حقيقي لي كممثلة؛ لأنني آمل أنّ أستطيع نقل المشاعر والأحاسيس بنظرات عيني. لكن هذا الأمر رسخ لدي تلك اللحظات التي أحسست بها بضرورة تقديم جانب أكبر منها لأن رؤية «جورج» ونظرته صحيحة تماماً.
أعتقد أنّ «الأرض القاحلة» ليست مكاناً يقبل الضعف أو الاستعراض المفرط للعواطف. لذلك أتت تلك اللحظات العاطفية بشق الأنفس، وكانت أكثر إرضاء بسبب ذلك».
واتس أون: «ماذا أضاف الممثل «كريس هيمسوورث» لشخصية «ديمنتوس»؟ كيف يبدو الأمر عند تكوين هذه العلاقة الديناميكية بين أميرة الحرب وهذا المحارب القادم؟»
آنيا تايلور جوي: «أرى نفسي محظوظةً لأن علاقتي بـ«كريس» لا تشبه بتاتاً علاقة «ديمنتوس» و«فوريوسا». فمن حسن الحظ أنّنا صديقان نساند بعضنا جداً، ونحترم بعضناً حقاً. ولقد انتابتني حماسةً كبيرة عندما علمت أنه قبل بتحدي لعب الشخصية، ولقد استمتعت حقاً بمشاهدته وهو يؤديها.
لا أدري حقاً إن كان شعر بالمتعة وهو جالس على الكرسي لأربع ساعات حتى تنتهي عمليات المكياج، لكنه رجل قليل الشكوى. لقد شعرت بصلة تربطنا حقاً، وأعتقد أننا لسنا ممثلين متطلبين، وأنا أحب العمل كثيراً مع ممثلين بسيطين غير متكلفين. وأحب الأشخاص الذي يُقدِّمون العمل على أي شيء آخر».
واتس أون: «تقولين إنّ «الأرض القاحلة» لا تعترف بالضعيف. لكن «توم بيرك»، الذي يؤدي دور «جاك الإمبراطوري»، أشبه بمأوى عاطفي لـ«فوريوسا». كيف كان التمثيل معه في هذا الدور؟»
آنيا تايلور جوي: «إنني أعشق هذا الرجل لدرجة تجعلني عاطفية حتى الآن لأنه أشبه بزهرة نادرة في «الأرض القاحلة»، فهو شخص طيب. تتسم شخصية «جاك الإمبراطوري» باللباقة والكرامة، وصفاوة القلب. وأعتقد أن «فوريوسا» لم تصدق ذلك عندما قابلته لأول مرة.. لكن تحتاج لأمثاله في «الأرض القاحلة». فوسط أولئك المجانين تلزمك تلك الصفات، وتلزمك بعض الكرامة واللباقة للصمود».
واتس أون: «لست متأكداً لكن ربما أصبح لديك الآن المهارة الكافية للحصول على رخصة قيادة..»
آنيا تايلور جوي: «ليس بعد. فلم أمكث في مكان لمدة كافية في أثناء العمل والتصوير حتى أحصل على رخصة القيادة».
واتس أون: «حسناً، أريد مشاهدتك عندما تذهبين لتأدية اختبار القيادة. فإذا أدرت سيارتك 180 درجة، إذاً لمنحوك الرخصة فوراً.»
آنيا تايلور جوي: «أجل، أوافقك. فسحقاً للاصطفاف الموازي».
واتس أون: «كم دامت مدة التحضير للفيلم؟ وكيف جرى الأمر؟»
آنيا تايلور جوي: «كان التحضير مثيراً. فقد بادر جورج إلى سؤالي قائلاً: «ما عدد الحركات الخطيرة التي تودين فعلها بنفسك؟» فأجبته آنذاك: «كلها! أريد أن أؤدي كل شيء تأذن لي به.» فأول شيء تعلمته هو طريقة الدوران بالسيارة 180 درجة.
وقد سررت حقاً لأنني تعلمت قيادة السيارات والدراجات النارية في الوقت نفسه؛ إذ أشعر بأمان أكثر عند ركوب السيارة بعد جميع الأمور التي تعلمت فعلها على الدراجة النارية. وقلت لنفسي: «أشعر بالثقة الآن، فأنا داخل مقطورة تحميني!»».
واتس أون: «هلا أخبرتنا عن تطور مظهر «فوريوسا»؟ لماذا كان ذلك أمراً مهماً للشخصية؟»
آنيا تايلور جوي: «كنت متحمسة حقاً لحلق شعر رأسي لأجل هذا الدور. لطالما كنت مستعدة لفعل ذلك. لكن رآني «جورج» مرة أداعب شعري فقال: «شعرك جميل، لا يمكننا حلقه.» فاستغربت وأجبته: «مهلاً، ماذا تقول؟» لكنه طرح نقطة سديدة؛ إذ إننا نروي قصة تدوم أحداثها 15 عاماً، وأيسر طريقة لتوضيح مرور الوقت هو حلق الشعر ونموه مرة أخرى.
ما أستنتجه من هذا التغيير في شكل «فوريوسا» أنها لطالما اعتقدت خلال شطر كبير من الفيلم أنّها ستظل قادرة على الرجوع إلى «القصر الأخضر»، وأن هذا العالم لن يغيرها. وهذا الأمر أفضى إلى خسارتها لبراءتها وفقدانها الأمل، وذلك خلال الوقت الذي نرى فيه تحولها إلى شخصيتها التي نعرفها ونحبها. لقد أدركت أنها لن تستطيع الرجوع إلى ذلك المكان كحالها حين غادرته، وهذي هي الرمزية المرتبطة بحلق شعرها».
واتس أون: «ماذا تريدين أن يدرك الجمهور من هذه الملحمة المذهلة؟»
آنيا تايلور جوي: «أعتقد أن المذهل في أفلام ماكس المجنون هو أنها مسلية جداً، لكنها أيضاً حكايات تحذيرية لنا؛ إذ توضح للمشاهدين أن هذا ليس فيلماً من أفلام الأبطال الخارقين، وإنما فيلم عن أشخاص أجبروا على تجاوز الحدود. وأعتقد أنهم يمضون في رحلة عاطفية داخل هذا العالم المجنون، لذلك آمل أن يشعر المشاهدون بكل تلك المشاعر».
مصدر الصور: مذكور