أين تقع أكبر صحراء في العالم وكم تبلغ مساحتها؟ وما أبرز معالمها؟
تقع أكبر صحراء في العالم في قارة أنتاركتيكا، وهي تعرف بالصحراء القطبية أو صحراء القطب الجنوبي. وهذه الصحراء هي الأكبر على وجه الأرض من حيث المساحة. حيث تمتد عبر ما يقارب 14 مليون كيلومتر مربع، مما يجعلها تتفوق على جميع الصحاري الأخرى بما في ذلك الصحاري الساخنة مثل الصحراء الكبرى في أفريقيا. يُطلق على هذه المنطقة لقب “صحراء” ليس بسبب الحرارة العالية أو الرمال الجافة، بل بسبب قلة الأمطار والرطوبة الشديدة فيها.
المساحة الجغرافية للصحراء القطبية
تبلغ مساحة الصحراء القطبية ما يقارب 14 مليون كيلومتر مربع. وهي تغطي تقريباً كامل قارة أنتاركتيكا، ويتميز هذا الجزء من العالم بظروف مناخية قاسية للغاية. حيث تصل درجات الحرارة في الشتاء إلى ما دون -60 درجة مئوية، بينما تبقى في الصيف عند مستوى يتراوح ما بين -20 و-30 درجة مئوية. ومن الجدير بذكره أن هناك مناطق في هذه الصحراء لم تهطل عليها الأمطار لأكثر من مليوني عام، مما يجعلها جافة للغاية.
الظروف المناخية في الصحراء القطبية
تعد الظروف المناخية في الصحراء القطبية من بين الأكثر تطرفًا على وجه الأرض، وتسود هذه المنطقة رياح عاتية تصل سرعتها إلى 320 كيلومترًا في الساعة، مما يجعل الحياة فيها شبه مستحيلة للبشر. علاوة على ذلك، تتفاوت فترة النهار والليل بشكل كبير، حيث يمكن أن يستمر النهار لمدة 24 ساعة كاملة خلال الصيف، بينما يغرق المكان في ظلام دامس طوال الشتاء.
أبرز معالم الصحراء القطبية
على الرغم من قساوة الظروف المناخية، تحتوي الصحراء القطبية على بعض المعالم البارزة التي تجذب اهتمام العلماء والمستكشفين. من بين هذه المعالم:
- جبال الجليد العملاقة: تعد جبال الجليد واحدة من أبرز المعالم في الصحراء القطبية، وتمتد هذه الجبال على مساحات شاسعة وتصل سماكتها إلى آلاف الأمتار، وتتحرك ببطء نحو المحيطات، حيث تنفصل ككتل جليدية عملاقة لتطفو على المياه.
- البحيرات الجليدية تحت الأرض: تحتوي أنتاركتيكا على أكثر من 400 بحيرة جليدية تحت الأرض، وهي بحيرات مغلقة لا تتجمد بسبب حرارة الأرض الجوفية، تعد بحيرة “فوستوك” أكبر هذه البحيرات وأعمقها.
- الحياة البرية: رغم الظروف القاسية، تعيش في الصحراء القطبية بعض الكائنات الحية؛ مثل البطاريق وبعض أنواع الطيور البحرية. هذه الكائنات تتميز بتكيفات خاصة تمكنها من البقاء في هذا البيئة القاسية.
- محطات البحوث العلمية: تعد أنتاركتيكا وجهة للعديد من الفرق البحثية من جميع أنحاء العالم، وتوجد هناك محطات أبحاث دولية/ مثل “ماك موردو” الأمريكية و”فاستوك” الروسية، حيث يدرس العلماء مجموعة واسعة من الظواهر الطبيعية من التغير المناخي إلى الكائنات الحية المجهرية.
- الأنهار الجليدية: تتواجد الأنهار الجليدية في أنحاء متفرقة من أنتاركتيكا، وتلعب دورًا هامًا في تشكيل التضاريس ونقل المياه الباردة إلى المحيطات. تتسم هذه الأنهار بحركتها البطيئة التي تحدث بسبب تكتلات الجليد الضخمة.
أهمية الصحراء القطبية علميًا
تعد الصحراء القطبية من أهم الأماكن على وجه الأرض من الناحية العلمية، حيث تقدم بيئة فريدة لدراسة مجموعة من الظواهر الطبيعية. وتُستخدم محطات البحوث هناك لدراسة التغيرات المناخية وطبقات الجليد والأنظمة البيئية الفريدة. كما تعد المنطقة مركزًا لدراسة تأثيرات التلوث والاحتباس الحراري على كوكب الأرض. حيث يمكن للعلماء مراقبة التغيرات الجليدية وتسجيل درجات الحرارة على مدى طويل.
إضافة إلى ذلك، يعد العلماء الصحراء القطبية مرآة لما يمكن أن يحدث في بقية العالم بسبب التغير المناخي، فارتفاع درجة حرارة القطب الجنوبي يؤدي إلى ذوبان الجليد وزيادة مستوى سطح البحر، مما يهدد السواحل والمدن حول العالم.
الصحراء الكبرى: مقارنة بين أكبر الصحاري
في مقارنة مع أكبر الصحاري الساخنة في العالم، تأتي الصحراء الكبرى في أفريقيا في المرتبة الثانية بعد الصحراء القطبية من حيث المساحة، حيث تمتد الصحراء الكبرى على مساحة تقدر ما يقارب 9.2 مليون كيلومتر مربع، وتشمل دولًا عديدة؛ مثل الجزائر ومصر وليبيا والمغرب.
تتميز الصحراء الكبرى بمناخها الحار والجاف حيث تصل درجات الحرارة في الصيف إلى 50 درجة مئوية، وتعد الرمال الكثيفة والكثبان الرملية من أبرز معالمها، كما تحتوي على العديد من الواحات التي توفر مياهًا عذبة ونباتات للحياة.
التحديات البيئية في الصحاري
تواجه الصحاري حول العالم تحديات بيئية خطيرة نتيجة للتغير المناخي والنشاط البشري. ففي الصحراء القطبية، يؤثر الاحتباس الحراري على سرعة ذوبان الجليد. مما يساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر. بينما في الصحراء الكبرى، يؤدي التصحر وزيادة التمدد العمراني إلى تقليص المساحات الخضراء وتدهور التربة.
تعاني هذه المناطق أيضًا من قلة الموارد المائية، حيث تعتمد معظم الحياة في الصحاري على الواحات والأنهار التي تمر عبرها. ومع ذلك، فإن الضغط المتزايد على هذه الموارد يهدد بقاء هذه الأنظمة البيئية الهشة.
تمثل الصحراء القطبية أكبر صحراء في العالم بمساحتها الشاسعة وظروفها المناخية القاسية. وعلى الرغم من أنها بيئة غير مضيافة للبشر، إلا أنها تحمل أهمية علمية كبيرة. نظرًا لما توفره من فرص لدراسة التغيرات البيئية والتأقلم مع الظروف القاسية. ومن ناحية أخرى، تعكس الصحراء الكبرى التحديات التي تواجه الصحاري الحارة. حيث تلعب دورًا محوريًا في الحياة البشرية في المناطق المحيطة بها. في النهاية، تبقى الصحاري سواء كانت باردة أو حارة مناطق فريدة تستحق الدراسة والفهم العميق.