مقابلة واتس أون مع «خواكين فينيكس» و«تود فيليبس» عن فيلم «جوكر: معاً في الجنون»
مقابلة مجنونة لحد الضحك مع بطل ومخرج فيلم «جوكر: معاً في الجنون»..
هل أنت مستعد لبعض من الجنون؟ سيرقص فيلم «جوكر: معاً في الجنون» (Joker: Folie à Deux) على درجات دور السينما السعودية يوم الخميس 3 أكتوبر، مكملاً قصة «آرثر فليك» (الذي يلعب دوره «خواكين فينيكس»)؛ الرجل «الجوكر» الذي يرى العالم يدور من حوله دون أن يفهمه بالكامل.
يعلم الجميع كيف أبدع «خواكين فينيكس» في لعب شخصية «الجوكر» التي تتصارع (مجازياً وأحياناً حرفياً) مع ظلها. حيث فاز «فينيكس» بجائزة الأوسكار عن دور «الجوكر» في الفيلم الأول من «جوكر» (الذي صدر في عام 2020). والآن، يوسع هذا الجزء الثاني من القصة هذا النجاح بطريقة سينمائية مذهلة.
لقد سنحت لنا الفرصة في واتس أون أن نشاهد هذا الفيلم العميق، وستتمكن من قراءة مراجعتنا الكاملة لفيلم «جوكر: معاً في الجنون» اعتباراً من يوم الخميس. ولنتعمق أكثر في الفيلم قبل إصداره، نشاركك بعض الأفكار التي ناقشناها مع اثنين من نجوم هذا المشروع.
أولاً، تحدثنا مع الممثل الاستثنائي والموهوب «خواكين فينيكس»، ثم أكملنا الحديث مع مخرج الفيلم، «تود فيليبس». وجرى نقاشنا كالتالي عندما التقينا بهما في لندن قبل إطلاق الفيلم.
«خواكين فينيكس»، الممثل الذي يلعب دور «آرثر فليك» (الجوكر)
في هذا الفيلم، نرى «آرثر» يغيّر مساره، فلقد تناول بعض المواضيع الحساسة بطرق مثيرة للاهتمام. ما هي الأبعاد التي كنت متحمساً لاستكشافها في شخصيته هذه المرة؟
«فينيكس»: من المواضيع التي يكتشفها هذا الفيلم بجدية هو الصراع بين هوية «آرثر» وهوية «الجوكر» والخط الفارق بينها. هذا بالإضافة إلى موضوع الصورة التي نعطيها عما في أنفسنا.
كان مصدر الإلهام لذلك هو أنني كنت جالساً مع «تود»، وكنا نتناقش عن كون عمري 45 عاماً تقريباً بينما أضع كل هذا المكياج وأقوم بكل هذه الحركات الجنونية كـ«الجوكر». مما جعلني أفكر في فرقة موسيقية، ربما كانت «كيس» (Kiss) أو «سليب نوت» (Slipknot)، التي تشتهر بلباسها التنكري ومكياجها المسرحي.
ففي العشرين من عمرك، قد تتفق مع أصدقائك على ارتداء ملابس تنكرية والعزف معاً في فرقة موسيقية، ولكن قد تصبح هذه الفرقة مشهورة فجأة، ثم في مرحلة ما، ستجد نفسك في الأربعينيات من عمرك ولا زلت ترتدي أحذية بكعب عالٍ..
وهذا ما جعلني أبدأ بالضحك. فلا بد أنك ستصل إلى مرحلة تبدو فيها كل هذه الأمور والاستعراضات سخيفة، ولكن ماذا عن الأشخاص الذين وقعوا في حب هذه الشخصية التي ابتكرتها؟ أعتقد أن هذا ما أثار إحدى الأفكار الأولية في الفيلم بالنسبة لي. إذ يتصارع «الجوكر» كثيراً مع هذه الفكرة في هذا الفيلم. وأعتقد أننا جميعاً نتعاطف مع تلك الشخصية التي نبتكرها ونمثلها أمام الجمهور. ومن الواضح أن شخصيته هي نسخة متطرفة للغاية من تلك الشخصية السطحية.
ثم تصبح مُلزماً على الحفاظ على تلك الشخصية..
«فينيكس»: بالضبط، أنت مُلزم بالحفاظ على هذه الشخصية فور ابتكارك لها. وهذه قضية صعبة على «آرثر» الذي أعتقد أنه رأى السخرية فيها عندما تفكّر فيها. أعتقد أن أمنيته، على الرغم من بساطتها الظاهرية، كانت على الأرجح تلك الرغبة المشتركة لدينا جميعاً في الحصول على القبول، والتفهم، والتقدير، والحب.
أعتقد أنه هذا ما يجده «آرثر» عندما يلتقي بشخصية «لي». وفجأة، يصغر الإعجاب الجماهيري له في عينه مقارنة بعلاقته مع «لي». مما يجعله يتفكر عن وجوده وهويته الحقيقة. وهذا من أبرز الأشياء التي أراها تواجه «آرثر» في هذا الفيلم.
«تود فيليبس»، مخرج فيلم «جوكر: معاً في الجنون»
نشهد نسيجاً غنياً من الإشارات المرئية والمضمنة في جميع أنحاء هذا الفيلم. فهناك لمحات من قصة «ماكبث» (Macbeth)، وملامح من الأفلام الغنائية، وهناك حتى إشارة مازحة إلى مسلسل الكرتون «لوني تونز» (Looney Tunes). ما هي القصص ذات الأثر الأكبر على قصة هذا الفيلم؟
«فيليبس»: يمكننا القول إن أجواء الفيلم كانت مستوحاة من فيلم «هذا هو الترفيه!» (That’s Entertainment!)، وهو فيلم وثائقي عن الأفلام الغنائية من الأربعينيات والخمسينيات التي نعرفها ونحبها. ولكن إذا تحدثنا عن القصة، فهناك حبكتان تحدثان في الفيلم، مما يثير انطباعاً بالازدواجية في كل مكان. يظهر أولاً فيما يسمى «الذهان المشترك» (Folie à Deux)، والذي يعني إصابة شخصين بجنون مشترك. وقد يكون هذان الشخصين «جوكر» و«لي»، أو «آرثر» و«جوكر». ويظهر أيضاً في ازدواجية الشخصيات؛ أي الجانب الحقيقي من شخصيتنا والجانب الذي نظهره للناس.
لكن يروي الفيلم أيضاً قصة فساد. ولا يتعلق الأمر بالفساد في نظام السجون أو النظام القضائي فحسب، بل يمتد إلى الفساد في صناعة الترفيه. بمعنى، عندما يتم بيع جلسة محاكمة بهدف عرضها على شاشة التلفاز، أو على الأقل كما يحدث في الولايات المتحدة، عندما يتم الإعلان عن المناظرات الرئاسية كأنها مباراة ملاكمة على التلفاز. عندما يكون كل شيء ترفيهاً، فما هو الترفيه؟ هل تفهمني؟
يشاهد الجمهور «الجوكر» عبر طبقات عدة، فهناك المنظور الذي يشاهد منه الجمهور داخل الفيلم ما يفعله «آرثر» أو «الجوكر»، ثم هناك المنظور الذي تتم الإشارة إليه في المشهد الأخير حيث يشاهد الجمهور في الحياة الواقعية أحداث الفيلم من منظورهم الملتوي. إلى أي مدى تستمتع برؤية رد الفعل على ذلك؟
«فيليبس»: هذا مجرد جزء من صناعة الأفلام ورواية القصص. ما استمتع به ليس هذه الحيل أو الخدع البصرية. الأهم بالنسبة لي هو ما إذا كان الفيلم قد وصل إلى الناس. أنا من أصحاب الفكر الراسخ بأنه لا يتحتم على كل فيلم أن يعجب الجميع. فلا بأس في ذلك. وغالباً ما تفشل أفلامك في الوصول إلى أي شخص عندما تحاول صناعة أفلام تعجب الجميع. ولكن عندما تفعل ما تراه مناسباً لك كفنان أو صانع أفلام أو أياً كان، فسيكتشف فيلمك الأشخاص الذين يجب أن يحبوه، وسيعشقونه. وهذا كل ما يمكنك فعله.
ما هو السؤال الذي تريد أن يطرحه المشاهدون الناس على أنفسهم وهم يخرجون من دور السينما بعد مشاهدة هذا الفيلم؟
«فيليبس»: فيلم «جوكر: معاً في الجنون» ليس فيلماً تشاهده مع صديقك وتخرج من السينما لتسأله: «ما رأيك؟» بل هو فيلم يبقى في ذهنك لفترة قبل أن يتضح لك. أعتقد أن ذلك السؤال سيكون على الأرجح «ما هذا الذي شاهدته للتو؟»
أفلامي المفضلة هي تلك التي تتطلب القليل من التفكير الإضافي. وهذا ما أميل إلى صنعه أكثر، على عكس الأفلام التي تلقنك الدرس بالملعقة. لذا حاولنا صنع الفيلم الثاني (والأول أيضاً) ليجعلك تتفكّر. أُفضّل أن يخرج الناس من دور السينما وهم يقولون: «ماذا شاهدت للتو؟» بدلاً من أن يقولوا: «لقد كان فيلماً لطيفاً، ماذا تريد أن نتناول على العشاء؟»
سيعرض فيلم «جوكر: معاً في الجنون» في دور السينما في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية يوم الخميس 3 أكتوبر. اشترِ تذاكرك الآن من فوكس سينما لتشاهده بنفسك.
مصدر الصور: مذكور