عليك مشاهدة فيلم «جوكر: معاً في الجنون» لهذه الأسباب
مهرّجنا المفضل يعود بقوة..
قد تكون شخصية «الجوكر» قد ولدت على صفحات كتاب مصور ملوّن، ولكن يكمن في أعماقها حقائق سوداء. إذ يكمن أسفل مكياج المهرج وجه جامد خبيث يبدع مختلف الممثلين في تصويره.
حيث فاز «هيث ليدجر» بجائزة الأوسكار بعد وفاته تكريماً لتمثيله دور «الجوكر» في سلسلة «ذا دارك نايت» (The Dark Knight). كما ترشح «جاك نيكلسون» البافتا عن تصويره «الجوكر» في فيلم «باتمان»؛ ثم هنالك حالة «خواكين فينيكس»، آخر ممثلي شخصية «الجوكر» حصولاً على جائزة الأوسكار، الذي أثبت جدارته مرة أخرى في الجزء الثاني من فيلم «الجوكر»؛ «جوكر: معاً في الجنون».
على الرغم من كون «خواكين فينيكس» آخر من لعب دور «الجوكر»؛ إلا أن دوره في «جوكر: معاً في الجنون» تطلب تحولاً كبيراً في السرد والتمثيل عما سبق. سُعدنا في واتس أون بفرصة لقاء «فينيكس» الموهوب ومخرج العمل «تود فيليبس»، فجهد الثنائي في تجسيد وجه جديد ومرحلة جديدة «للجوكر» واضح. وبذلك، نحتا سيرة ذاتية مقنعة ترسم وقوع رجل عادي ضحية الجنون الانفصالي، والأوهام المشوشة، والشر الانتقامي.
هل نحن في جوثام مجدداً؟
نعم، تسير أحداث «جوكر: معاً في الجنون» في مدينة الظلام والجريمة جوثام. من البديهي اختيار مدينة جوثام الفاسدة كموقع أحداث هذا الفيلم السوداوي؛ فهي تجسيد مثالي لحالة البطل العقلية، كما أنه لديها مكانة خاصة للمعجبين.
مع ذلك، ما نزال نعتقد أن كلا جزئي فيلم «جوكر» كانا سيتمتعان بنفس القوة، والشدة، والعمق، والبراعة المزعجة لو تم تصويرهما خارج عالم «دي سي» المتشابك. فالجزء الثاني يتعمق في نفسية «آرثر فليك» (الجوكر) المتوترة أكثر بكثير مما يتطرق إلى قصص الأبطال الخارقين تحت علامة «دي سي».
في هذا الفيلم، سوف تستضيف جوثام «ليدي غاغا» التي تلعب دور «هارلي كين». وقد تألف الممثل «بريندان جليسون» وهو يلعب دور حارس استثنائي في مصحة أركام العقلية، و«كاثرين كينر» في دور يبعث وميض من الأمل وسط عالم الظلام المخيف؛ و«هاري لوتي» في دور المدعي العام المتغطرس، «هارفي دنت»، الذي يقود محاكمة تلفزيونية تنتقد تسليع العدالة (وكل شيء آخر تقريباً) كنوع من الترفيه.
قوة مضاعفة
يتبين أن الرقم اثنين هو الرقم السحري في فيلم «جوكر: معاً في الجنون». إذ يُشعر بوجوده ورمزيته طوال الفيلم، ويُصنف كعالي الأهمية للمشروع بشكل إجمالي، هذا حتى دون النظر إلى كون هذا الفيلم هو الجزء الثاني من السلسلة.
يستمر الفيلم برواية قصة «آرثر فليك»؛ الرجل الذي يرى العالم يدور من حوله دون أن يفهمه بالكامل. وهو شخصية تصارع خيالها مجازياً وحرفياً (بطريقة لن نحرقها عليك). يكتشف الفيلم موضوع الازدواجية بين هويتي «آرثر» و«الجوكر» إضافة إلى نظرة الجمهور (خارج وداخل الفيلم) إليه.
يشير اسم الفيلم بشكل مباشر إلى اضطراب نفسي يسمى «الذهان المشترك» أو «الجنون المشترك»، وهي حالة ينتقل فيها الجنون ظاهرياً من شخص إلى آخر. وأحد الثنائي اللذين يتشاركان في الجنون المذكور في عنوان الفيلم هما «الجوكر» و«لي كوينزل». قد تعرف الشخصية الثانية أكثر باسمها المستعار «هارلي كين»، وقد تعرف الممثلة التي تلعب دورها، «ستيفاني جيرمانوتا» أيضاً باسمها المستعار «ليدي غاغا». لا تظهر «هارلي كين» على الشاشة كثيراً، لكن علاقة شخصيتها بشخصية البطل واضحة، وتأثيرهما على بعضهما هو الدافع الرئيسية لأحداث القصة.
إذا أردت الغوص عميقاً في الفيلم وتحليله كالنقاد، فالفيلم يركز على القواسم المشتركة بين الجمهور داخل الفيلم وجمهور الفيلم نفسه (أي نحن وأنت). ومن الطريف ملاحظة أن «تود فيليبس»، المخرج الذي بدأ مسيرته حصرياً مع الأعمال الكوميدية (المحبوبة والمكتوبة بروعة)، تعمد أن يروي لنا في «جوكر: معاً في الجنون» قصة غير مضحكة عن رجل تدهور بالكامل بسبب عجزه عن إضحاك الجمهور أو جعلهم يبتسمون.
دموع المهرج
إذا رغبت في الاستمتاع حقاً بالرحلة السينمائية التي يمكن لهذا الفيلم أن يأخذك فيها، عليك أن تنظر إليه على أنه دراسة لشخصية «الجوكر»، وليس على أنه رواية لأصول «الجوكر» من القصص المصورة أو فيلم غنائي عن انهيار عصبي. هذا الفيلم استمرار مقلق، ومؤثر، وفني، يشبه الحلم ويبني عمّا تم تأسيسه في فيلم «جوكر» الأول. فإذا نظرت إلى الفيلم من هذا المنظور، سترى أنه أعجوبة باهرة من «دي سي».
نرى أبعاداً جديدة لـ«آرثر» في الجزء الثاني من السلسلة. لا نريد حرق الأحداث، لكن يمكنك أن تتوقع رؤية شخصية مستعدة لمواجهة أفعالها السابقة وظلها. ونعني بالأفعال هنا القتل العنيف بالطبع.
فيلم «جوكر: معاً في الجنون» ليس مثالياً. قد تتناوب وتيرة الأحداث بين السرعة المثيرة والبطء المزعج في بعض الأحيان. وشعرنا كجمهور بعدم الاكتفاء من رؤية تطور قصة «لي»، فقصتها بالكاد كافية لتجميع دلائل نشأة شخصية «هارلي كين» المعقدة. كما نأمل أن نرى المزيد من عالم «فيليب» الصغير في عالم «دي سي» المتشعب الأوسع.
من المؤكد أنك سمعت الناس تلقب «جوكر: معاً في الجنون» بالفيلم الغنائي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى وجود الكثير من الأغاني والرقصات فيه. حتى أننا وقعنا في نفس الفخ قبل إصدار الفيلم، لكن المقاطع الموسيقية (التي يستخدم فيها كل من «فينيكس» و«جيرمانوتا» صوتهما الرائعين) ليست سوى طور من أطوار أوهام «آرثر فليك» ذات الطابع الاستعراضي. إذ يميل اليفيلم إلى كونه قصة حب عن عمل موسيقي.
المآسي قريبة من «جوكر» دائماً
فيلم «جوكر: معاً في الجنون» أشبه بمسرحية مأساوية من تأليف «شكسبير». فشخصية «لي» بمثابة «السيدة ماكبث» هنا. إذ نرى تعطشها للتولي على السلطة أكثر مما توصلنا مشاعرها الصادقة عبر أغانيها. ولن تتأكد أبداً من مدى صدق ما تقدمه لنا. وبينما يتصارع «ماكبث» الفيلم، «جوكر»، مع شبح «بانكو» المزعج، يدرك أنه يتصرّف كـ«ماكدوف» على نفسه. ولا تؤاخذونا، فنحن ندرك تماماً أننا نتحدث كمعلمي الأدب الإنجليزي.
المراجعة بسطور: إذا استمتعت بمشاهدة فيلم «جوكر» الأول، فشاهد فيلم «جوكر: معاً في الجنون» دون أي توقعات، وستدرك جماله. أدواره مُمَثلة بشكل رائع، لذا ستجد متعة حقيقية وأنت تشاهد هذه الدراسة العميقة لعقل «الجوكر».
سيعرض فيلم «جوكر: معاً في الجنون» في دور السينما في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية يوم الخميس 3 أكتوبر. اشترِ تذاكرك الآن من فوكس سينما لتشاهده بنفسك.
مصدر الصور: مذكور