أقدم مدرسة في جدة التاريخية تتحول إلى متحف ثقافي
صرح مهم في تاريخ المملكة العربية السعودية..
تستعد مدرسة الفلاح الثانوية في جدة، أول مؤسسة تعليمية رسمية في شبه الجزيرة العربية، لبدء فصلها الجديد كمتحف ثقافي. وستتحول المدرسة، التي لعبت دوراً محورياً في تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية، إلى معلم ثقافي تحت إشراف وزارة الثقافة، وفقاً لعلي السليماني، المدير العام للشؤون الإدارية والمالية في مدارس الفلاح.
View this post on Instagram
تأسست مدرسة الفلاح عام 1905 على يد تاجر اللؤلؤ السعودي الحاج محمد علي رضا زينل، في فترة كانت فيها الفقر والأمية منتشرة على نطاق واسع في منطقة الحجاز، والتي كانت خاضعة جزئياً للحكم العثماني في ذلك الوقت. وعلى الرغم من مواجهة صعوبات مالية، حافظ زينل على تشغيل المدرسة بدعم من عائلات تجارية أخرى.
وقد لفتت أهمية المدرسة انتباه سمو الملك عبد العزيز، مؤسس المملكة العربية السعودية، الذي أشاد بدورها في التعليم ورتب لتمويل حكومي لضمان استدامتها.
ماضٍ عريق في التعليم
سيتم تحويل المبنى القديم لمدرسة الفلاح، والذي يزيد عمره عن 120 عاماً، إلى متحف ثقافي متكامل. وسيشمل مساحة ثقافية، ومقهى يحمل الطابع التراثي، ومناطق جلوس حيث يمكن للزوار استكشاف تاريخ المدرسة ومساهمتها في تربية الأجيال في جدة التاريخية وعن المنطقة التاريخية بوجهٍ عام وتاريخ المدرسة على وجه الخصوص.
تضم المدرسة الواقعة في منطقة بلد جدة مبنيين منها المبنى التاريخي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 115 عاماً، وقد سُلِّم إلى وزارة الثقافة لتهيئته حتى يتوافق مع خطط تطوير المباني القديمة في المنطقة التاريخية. أما الثاني فهو مبنى على شكل حرف U لا يزال يستخدم لطلاب المرحلة الابتدائية. على الرغم من صغر حجم الفصول الدراسية الأصلية وفقاً لمعايير اليوم، إلا أنها شهادة على ماضي المدرسة العريق.
مع بدء التحول، من المقرر أن تصبح مدرسة الفلاح متحفاً يحتفل بإرثها ويعمل كمركز ثقافي، يربط بين تاريخ المملكة العربية السعودية الغني ومستقبلها النابض بالحياة. حيث تم ترميم الأرضيات الخشبية الأصلية والأسقف والأبواب للمدرسة بعناية مع الحفاظ على طابعها التقليدي. وتظل القبة الخضراء الأيقونية سليمة، وهي سمة مميزة للمبنى القديم.
على غرار المباني القديمة الأخرى في المنطقة التاريخية، شُيّدت مدرسة الفلاح باستخدام الحجر المنقبي المستخرج من بحيرة الأربعين، حيث كان يُشكّل يدويًا ليتناسب مع مواضع البناء. كما استُخدم الخشب، الذي كان يُجلب إلى جدة من مناطق مجاورة مثل وادي فاطمة أو يُستورد من الهند عبر الميناء.
قدمت مدرسة الفلاح التعليم الحديث إلى المملكة العربية السعودية وأنتجت العديد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك وزير البترول والثروة المعدنية السابق أحمد زكي يماني ووزير التجارة السابق عبد الله زيل.
مصدر الصور: alfalah.edu.sa