تقييم منتجع ديزرت روك البحر الأحمر

كتابة:
فريق المحررين
5th March 2025

ملاذ صحراوي كالحلم….

يقل المثل السائر: المال يتحدث أما الثروة فتهمس. وإن كان هذا القول صحيحاً، فيسعكم التثبت من صحته في منتجع وفندق «ديزرت روك البحر الأحمر»، أحد المشاريع الضخمة في البحر الأحمر. فسترونه رأي العين حينما تشق قطرات الماء طريقها إلى بشرتكم من أحد الحمامين (أو ثلاثة بالأحرى إذا أضفنا دش الاستحمام في الحمام الفاخر الرائع)، وفي غرفة الموسيقى المذهلة المزودة بمكبرات صوت (Bang & Olufsen)، وفي غرفة العلاج حينما تحظون بجلسة تدليك لأجسامكم المرهقة.

يجسد هذا المكان الفخامة في أبهى حللها، وهي إلى ذلك تتوزع في جميع أرجاء المكان. فلو غفلت للحظة صغيرة، لربما غفلت عن الملاءات الجميلة، وعناصر الديكور الرائعة، أو المطاعم المنتقاة بعناية.

لا ريب أنّ الجهود المبذولة لإقامة هذا الفندق مذهلة حقاً. وصحيح أنّ مشروع البحر الأحمر يحتوي منتجعات وفنادق رائعة جديرة بالذهاب إليها، لكنكم إذا عزمتم على القدوم إليه فننصحكم بالذهاب أولاً إلى «ديزرت روك البحر الأحمر».

الموقع

يبعد هذا المنتجع الرائع 20 دقيقة بالسيارة عن مطار البحر الأحمر الدولي، وهو يتيح لضيوفه الانغماس في أجواء منتجع طبيعي خلاب. ولن تكون رحلتكم بالسيارة شاقة أو مملة وأنتم تدهشون من جمال المناظر الطبيعية الجبلية أمامكم (كنت أسمع الموسيقى من السماعات وأتظاهر أنني أعيش أجواء فيلم سينمائي). يبعد البحر الأحمر نحو 500 كيلومتر شمال جدة، بين بلدتي الوجه وأملج، ويبعد 375 كيلومتراً شمال غرب المدينة المنورة.

المظهر والأجواء العامة

حالما يصل الضيوف إلى المكان فإنهم يتبعون مسار المصابيح المؤدي إلى مركز الوصول، حيث يرحب بهم السيد «راشد حامد الجهني»، أحد شيوخ القرية من المنطقة، على أنغام الموسيقى العربية الجميلة. تبلغ مساحة هذا المنتجع 30 ألف متر مربع، وهو إلى ذلك موجود بين أكناف الصخور الجبلية الوعرة. فعوضاً عن بناء المنتجع على جانب الجبل، فإن بعض الفيلات منحوتة مباشرة في الصخور القديمة للمحافظة على الطبيعة المظللة الجميلة للبيئة المحيطة. وقد صممت شركة (Oppenheim Architecture) هذه الفيلات رغبة في إقامة مبانٍ تتماهى مع الطبيعة الصحراوية وتتوارى فيها. وهكذا حالما تدخلون إلى المكان، ستشعرون فوراً أنكم في موقع تاريخي يبرز الحضارات النبطية القديمة التي عاشت سابقاً في المنطقة.

الغرف

يحتضن منتجع «ديزرت روك البحر الأحمر» 64 وحدة فندقة فاخرة، و54 فيلا، و10 أجنحة؛ بعضها محفور في الجبال وبعضها مشيد فوق الصخور، وهي جميعها رائعة حقاً. وقد أشرفت شركة (Studio Paolo Ferrari) على التصميمات والديكور الداخلي، الذي يتكامل مع التصميمات الخارجية للمكان، لا سيما باستخدام مواد أولية مثل الحجر والرمال التي تتماهى مع المناطق المحيطة. والمميز في المنتجع أنّ كل فيلا تتناغم مع المناظر الطبيعة الرائعة، وفي كل منها مسبح خاص، وحمامان، وحوض استحمام مع إطلالات رائعة على المنتجع.

يضم المنتجع ثلاثة أنواع من الفيلات هي: فيلات الوادي، والفيلات المعلقة على الجرف، وأجنحة الكهوف الجبلية، وفيلات قمة الجبل، والفيلا الملكية. ويمكنكم الاختيار بين فيلات الوادي بغرفة نوم واحدة أو غرفتي نوم؛ وكل واحدة منها مجهزة بمسابح خاصة، ولها إطلالات رائعة على المنتجع كله. أما الفيلات المعلقة على الجرف فتكون بغرفة نوم واحدة أو غرفتي نوم، وهي مشيدة بطريقة رائعة على حافة الجبل، ولديها إطلالات مميزة على المناظر الطبيعية الصحراوية الخلابة.

توجد في الأعلى أجنحة الكهوف العشرة بغرفة نوم واحدة، وهي إلى ذلك منحوتة مباشرة في صخور الصحراء. وتتميز هذه الأجنحة بمسابح صغيرة على جانب الجرف، وإطلالات مترامية، وخصوصية تامة.

تتضمن فيلات قمة الجبل غرفة نوم واحدة أو غرفتي نوم، وتبدو كأنها تتحدى الجاذبية! ولدى هذه الفيلات إطلالات رائعة على المناظر الطبيعية الصحراوية المحيطة، خاصة من المسابح التي تبدو معلقة في الهواء.

تجدون في غرف النوم الثلاثة في الفيلا الملكية الفخامة الرائعة المنتشرة في جميع أرجائها؛ إذ تتميز بأجواء عائلية مميزة وبهية. وتكتمل الأجواء الراقية والفخمة بمسبح واسع، ومنصة للجلوس حول المسبح، وحمام خارجي. فهذه الفيلا ملاذ مثالي للعائلات وإقامة الاحتفالات.

المرافق

لا تقل المرافق في منتجع «ديزرت روك البحر الأحمر» روعة وتألقاً. ففي المنتجع سبا رائع، وصالة ألعاب رياضية، ونادٍ للأطفال، ومسبح خارجي (جميعها ستبدو عادية عندما أخبرك عن المرافق الأخرى). فالمنتجع يقدم للضيوف توليفة مثالية بين الاسترخاء والمغامرة.

حالما تدخلون إلى المنتجع، فستجدون فوراً عنصراً مميزاً خاصاً. وأعني بكلامي طبعاً الغرفة التناظرية (تعاون بين Bang & Olufsen). وإذا كنتم على شاكلتي، فلا شكّ أنكم تحبون الموسيقى. فماذا لو أخبرتكم أن الغرفة مخصصة لهذا الغرض فقط؟ ففي هذه الغرفة مقعدان، وفي وسطها نظام مكبرات صوت (Bang & Olufsen) بقيمة 80 ألف دولار أمريكي، وهو متصل بمشغل أسطوانات فاينيل. يمكنكم الاختيار من مجموعة تضم أكثر من 400 أسطوانة فاينيل متنوعة، فيها موسيقى فرقة البيتلز، وإلفيس برسلي، وتايلور سويفت وغيرها.

بالإضافة إلى ذلك يتضمن المنتجع مرافق أخرى مميزة منها «مركز Akun للمغامرات». ففي هذا المركز تقضون صباحكم بتسلق الجبال، والتسلق باستخدام الحبال، والانزلاق الحر بالحبال. وهكذا تستمعون بأربعة تجارب مقابل 700 ريال سعودي، منها والانزلاق الحر بالحبال، وتسلق الجبال، والإنزال بالحبال، وغيرها.

بعدما تقضون صباحاً مرهقاً حافلاً بالأنشطة البدنية، تجدون ملاذكم في السبا الذي يستخدم منتجات من المملكة المتحدة وسويسرا مثل (Swiss Dr. Burgener) و(AMRA). وتتضمن قائمة العلاجات التي يقدمها السبا كلاً من حمام تجديد الخلايا بالذهب لمدة 75 دقيقة، وتدليك نيزك ضوء القمر لمدة 60 دقيقة، وتجربة ديزرت روك العلاجية المميزة لمدة 180 دقيقة. ويوجد في السبا مجموعة من المرافق الصحي مثل الساونا، وغرفة البخار، وأحواض مزودة بنفاثات للتدليك.

الطعام والشراب

يوجد في منتجع «ديزرت روك البحر الأحمر» 6 أماكن فريدة لتناول الطعام والشراب، فكل واحد منها أروع من الآخر. لذلك فإنّ المنتجع يسرّ حقاً العين والقلب والمعدة! ابدؤوا يومكم خير بداية في مطعم «بازلت»، وتذوقوا الأطباق المريحة والنكهات المحلية وسط أجواء حميمية. وكلما تقدمت ساعات اليوم، تحول المطعم إلى وجهة لتناول المأكولات الهندية المعاصرة.

علاوة على ذلك استرخوا بجوار المسبح في مطعم وبار «وادي»، وتناولوا المأكولات البيروفية واستمتعوا بعروض الدي جي والأجواء الهادئة. أما «مايكا» فهو بار يقدم المشروبات غير الكحولية. بيد أنّ «نايرا» هو الجوهرة المخفية المتوارية في هذا المكان. فالمطعم بإدارة الشيف الشهير «عثمان سيزينز»، المعروف بأنه رائد في مفهوم من المزرعة إلى المائدة، وصاحب مطعم حائز نجمة ميشلان. ويقدم المطعم المأكولات المطهية على الحطب، ويستخدم المكونات الموسمية الشهية.

بالإضافة إلى ذلك ثمة مكانان آخران لتناول الطعام هما: «المرصد» و«ليبراري». ويركز «ليبراري» على تقديم مشروبات الشاي والقهوة وسط إطلالات خلابة على الجبال، ثم يقدم مشروبات الكوكتيل غير الكحولية مع موسيقى الجاز ليلاً.

كما يوجد مطعم «المرصد» الرائع، الذي يتربع على ارتفاع شاهق يعد أعلى نقطة في البحر الأحمر. ويصعب الوصول إلى المطعم إلا بعد صعود 630 درجة تماماً، والعبور فوق جسر معلق بطول 120 متراً. وأصدقكم القول بإنّ الأمر يستحق العناء، لا سيما من أجل المناظر البديعة التي سترونها هناك.