بيت الثقافة في الرياض: وجهة الإلهام والفنون الجديدة
إحدى مبادرات هيئة المكتبات..
لطالما كانت العاصمة الرياض مركزاً حيوياً للثقافة والفنون، حيث تنبض شوارعها بالحيوية وتزخر بمجموعة متنوعة من المكتبات العامة والخاصة. في إطار تعزيز هذا الاهتمام الثقافي، أطلقت هيئة المكتبات مبادرة البيوت الثقافية في عام 2019، كمشروع وطني لتطوير وتأهيل المكتبات العامة في المملكة بمفهوم جديد تحت اسم “بيوت ثقافية”، والتي تُعَد تجسيداً للرؤية الطموحة للمملكة في نشر المعرفة والفنون.
من بين هذه البيوت الثقافية، يبرز “بيت الثقافة” في الرياض كوجهة فريدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. وعلى الرغم من كونه لا يزال في مرحلة متقدمة من الافتتاح، إلا أنه تمكن بسرعة قياسية من جذب الزوار، ليصبح أحد أبرز المعالم الثقافية في المدينة، حيث تمكن من خلق مساحةً للإلهام والتفاعل، من خلال الفعاليات الثقافية والفنية التي يتم تنظيمها، ورش العمل والمحاضرات، مساحات العمل، والكثير غيرها مما يتيح للجميع فرصة استكشاف عالم المعرفة والفنون.
View this post on Instagram
يقع “بيت الثقافة” في واحة الملك سلمان بحي التعاون بالرياض، وقد أُنشئ على مساحة تقدر بخمسة آلاف متر مربع من إجمالي مساحة المشروع التي تبلغ خمسة وعشرين ألف متر مربع. يُعتبر هذا البيت الثقافي الثالث الذي يُفتتح بعد بيت الثقافة في الدمام ومحافظة أحد رفيدة.
يضم “بيت الثقافة” في الرياض في دور الأرضي منطقة عمل مشتركة أو ما يمسمى بمساحات العمل، ومعملاً تقنياً، ومقهى، ومكتبة للأطفال. بينما تقع المكتبة الرئيسية في الدور الأول، ويحتوي المخطط الرئيسي للمشروع على ساحة رئيسة، ومنطقة عربات الأطعمة، ومنطقة أنشطة للأطفال، وجلسات خارجية، وساحة الفن، ومنطقة متعددة الاستخدامات.
يأتي “بيت الثقافة” في الرياض ضمن 153 بيت ثقافة موزعة على عدد من مناطق المملكة، حيث سيشهد العام الحالي افتتاح 6 بيوت ثقافية جديدة في كل من الرياض، وبريدة، وحائل، وجيزان، ونجران، وسكاكا. هذه الإضافات ستعزز من تنوع المشهد الثقافي في المملكة، لتضاف إلى بيوت الثقافة في الدمام وأحد رفيدة، اللذين شرعا أبوابهما في العام الماضي.
إن “بيت الثقافة” يمثل رمزاً للتطور الثقافي في المملكة، حيث يجمع بين المعرفة والترفيه، ويعمل على تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين أفراد المجتمع.
البيوت الثقافية
View this post on Instagram
تُعد مبادرة بيوت الثقافة في السعودية تجسيداً لرؤية ثقافية طموحة تهدف إلى إعادة تعريف المكتبات العامة كمراكز حيوية تنبض بالإبداع والمعرفة. أُطلقت هذه المبادرة بالتزامن مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة، لتصبح نقطة انطلاق نحو تطوير البنية التحتية الثقافية في المملكة، في خطوة تعكس التزام المملكة بخلق بيئة ثقافية غنية تستقطب مليون زائر سنوياً.
تُعتبر بيوت الثقافة منصات تفاعلية تجمع بين الفنون والأفكار، حيث تُوفر للجميع تجارب ثقافية متكاملة تُعزز من التواصل المجتمعي وتدعم المبدعين في اكتشاف قدراتهم. هذه البيوت ليست مجرد مكتبات، بل هي حاضنات ثقافية تساهم في نهضة المجتمع، وتتيح للأفراد فرصة تنمية مهاراتهم واستكشاف مواهبهم. إن رؤية السعودية 2030 تسعى لتحويل المكتبات إلى مراكز تعكس تنوع الإبداع والفن، مما يجعل مبادرة بيوت الثقافة خطوة رائدة نحو مستقبل ثقافي مشرق.
فقد سجّل “بيت الثقافة” في الدمام عدداً كبيراً من الزيارات بلغت أكثر من 52 ألف زائر منذ افتتاحة في شهر مارس من هذا العام، بعد أن كان متوسط عدد الزيارات في المكتبة العامة بالدمام قبل تطويرها لا يتجاوز 5076 زائراً سنوياً، فيما زار “بيت الثقافة” في محافظة أحد رفيدة أكثر من 46 ألف زائر، وسجل بيتا الثقافة في المدينتين نسبة رضا الزوار مرتفعة تجاوزت 93%.
بيت الثقافة، طريق عثمان بن عفان الفرعي، التعاون، الرياض، يومياً من 8 صباحاً إلى 10 مساءً. @culturehousessa.
مصدر الصور: Golden_Places.