الرياض على موعد مع عروض دار أوبرا ميتروبوليتان لمدة خمس سنوات
بالتعاون مع هيئة الموسيقى ودار الأوبرا الملكية بالدرعية
في خطوة تاريخية تعكس الطموحات الثقافية للمملكة، تم توقيع اتفاقية بين هيئة الموسيقى ودار الأوبرا الملكية بالدرعية ودار أوبرا ميتروبوليتان، تهدف إلى جعل الرياض وجهة فنية عالمية. بموجب هذه الاتفاقية، ستقوم فرقة ميتروبوليتان بالسفر إلى الرياض كل شتاء لمدة خمس سنوات، حيث ستقدم عروض أوبرا وحفلات مميزة تمتد لثلاثة أسابيع.
تتضمن الاتفاقية أيضًا برامج تدريب وتأهيل تستهدف المواهب السعودية الصاعدة في مجال الأوبرا والفنون المسرحية. يسعى هذا التعاون إلى تعزيز المهارات الإبداعية للفنانين المحليين ودعم مساراتهم المهنية، مما يساهم في إنتاج أعمال أوبرا جديدة تحمل طابعًا عالميًا.
عبر بول باسيفيكو، الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، عن التزام الهيئة برعاية المبدعين وتزويدهم بالمهارات والخبرات اللازمة للوصول إلى جمهور أوسع. وأكد أن هذا التعاون لا يقتصر على التبادل الثقافي فحسب، بل يسعى لبناء جسور جديدة لرواية القصص السعودية من خلال الموسيقى.
في السياق نفسه، أشار بيتر غيلب، مدير عام دار أوبرا ميتروبوليتان، إلى أهمية التبادل الثقافي بين الدول كضرورة إنسانية، حيث يوفر فرصًا لدعم الدار ويعزز الحوار الثقافي. تعكس هذه المذكرة التزام هيئة الموسيقى بفتح آفاق جديدة للتعاون الفني وتعزيز التطوير المهني للكوادر المحلية، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
ستُبنى دار الأوبرا الملكية في الدرعية بالقرب من موقع التراث العالمي لليونسكو في الطُرَيْف. تم تصميمها بواسطة شركة الهندسة المعمارية الشهيرة عالميًا “سنوهِتّا”، بالتعاون مع خبراء محليين من شركة “سين أركيتكتس” في الرياض. يمثل التصميم درسًا في الإبداع والتميز، حيث تتضمن عناصر معمارية مستوحاة من الطراز النجدي، مما يجعلها رمزًا مناسبًا ضمن تطوير الدرعية.
ستكون طريقة البناء المستوحاة من الطين أساس تصميم دار الأوبرا الملكية، مما يضمن توافق المعلم الثقافي الجديد مع البيئة التقليدية المحيطة. ستضيف التفاصيل المعمارية الدقيقة مستوى من الفخامة يتناسب مع توقعات دار أوبرا في العاصمة. تُعتبر هذه الدار جانبًا مهمًا من مشروع الدرعية الضخم، الذي تبلغ مساحته أكثر من 14 كيلومترًا مربعًا، ويضم عددًا من المعالم المميزة الأخرى، بما في ذلك “الدرعية أرينا” الذي يتسع لـ20 ألف مقعد، ومجموعة من المتاحف، إضافة إلى أكثر من 40 فندقًا ومنتجعًا تابعًا لعلامات تجارية مرموقة، وأكثر من 20 ألف وحدة سكنية.
جيري إنزيريلو، الرئيس التنفيذي لشركة الدرعية، وصف افتتاح دار الأوبرا الملكية في الدرعية بأنه لحظة فارقة في مسيرة المملكة الثقافية. تعكس هذه الخطوة التزام الشركة بجعل الدرعية وجهة عالمية للفنون والثقافة، وتقديم منصة للمواهب السعودية للتألق.
تأتي هذه الخطوات في وقت تشهد فيه المملكة تحولًا ثقافيًا ملحوظًا، حيث تسعى لتعزيز مكانتها على الساحة الفنية العالمية وتقديم تجارب فريدة تعكس الهوية الثقافية الغنية للمملكة. مع هذه المبادرات، يبدو أن المستقبل يحمل آفاقًا مشرقة للفنون والثقافة في السعودية.
للمزيد من التفاصيل: spa.gov.sa
مصدر الصور: Getty images.